Sunday, April 27, 2014

الصحف الضد قومية

الصحف الضد قومية
جَريدةُ الأهرام أسسها سليم وبشارة تكلا عام 1875 ، حيث أصدرت عددها الأول عام 1876 ؛ ثم تأسست بعدها جريدة الأخبار وباقى الصحف التى تسمى حاليا بالصحف القومية ، وقد حققت الأهرام والصحف القومية إنجازاتٍ عديدة على مدى سنواتها المُمتدة ، كما حققت أرباحًا لِأصحابها يعلمُ الله مقدارها ، ولكن فى حُكمِ رَجُلِ الشارع بدون علم موثق ، وبالنظر إلى أسلوبِ حياتِ أصحابها ، فإنه يُقدرها بارباحٍ وفيرة ، وسددت الضرائب والرسوم المقدرة عليها فى حينه .
وبعد حوالي 85 عامًا من نشأتها تم تأميمها لتصبح مؤسسة الأهرام المملوكة للدولة ، كما تم تأميم باقى الصحف التى سميت بالصحف القومية ، واستمرت فى ءاداء رسالتها ما يزيد على خمسين عامًا أخرى بعد التأميم .
وفى يوم 24 إبريل الجارى قام رئيس الوزراء المصرى المهندس إبراهيم محلب بزيارة مؤسسة الأهرام حيث استقبله رئيس مجلس إدارتها ؛ فأتضح لنا من خلال زيارته أن الصحف القومية أصبحت مدينة بمبالغ ترقى إلى المليارات عبارة عن متأخرات للهيئة القومية للتأمينات ولمصلحة الضرائب ، وهي الجرائد الأكثر إنتشارًا فى مصر ، وقد وعد رئيس الوزراء بالتدخل لتقسيط المبالغ المتأخرة لهذه الجهات ، كما وعد بإعفائها من دفع أجرة نقل الصحف بواسكة السكة الحديد .
وأنا لا أعلم إن كانت الصحف الخاصة ، التي تغط بها إكشاك التوزيع ، تسدد تأمينات موظفيها وعمالها وتسدد ضرائبها أم لا . كما لا أعلم إذا ما كانت هذه الصحف ، فى حالة عدم السداد ، فإن رئيس الوزراء كان سيتدخل لتقسيط المتأخرات . ولكن ما أعلمه هو أن الأهرام والصحف القومية الأخرى لو كانت جرائد خاصة ، ولم تقم بالسداد ، فإنها كانت ستواجه الإفلاس لا محاله . كما أن ما أعلمه أيضاً أن العديد من قياداتها يُحاكَمون أو يُحقَّقَ معهم في تُهمٍ تتعلق بالإثراء غير المشروع من جراء عملهم بالجريدة بمبالغ تَصلُ أيضًا إلى مِليارات الجُنيهات ، حتى إن بعضهم أخلت النيابة سبيله مقابل كفالةٍ تقدر بمليوني جنيه ، وهو ما يجعلنا نعتقد أنّ النيابة لديها من الأدلة ما يكفى لتقديمها إلى المحكمة لإدانته .
ولكن السؤال المُهم الذي يطرحُ نفسه الأن هو : أفلهذا الفساد تم تأميم جريدة الأهرام والجرائد الأخرى ؟ ، أيمكن أنْ نُطلق عليها بهذا الوضع أنها الصحف القومية ؟ وإن كان هذا ، فماذا يمكن أن يكون شكل أداء الصحف ضد القومية ؟ ، أفلم يكن من الأجدى تركها لأصحابها فيسددوا التأمينات والضرائب بما يحقق إيراداتٍ للدولة ، بدلًا من نزيف الخسائر الذى يدفعه الشعب حاليا . ويبقى سؤالٌ أخير : ما هو سبب التأميم بما ذكرناه من ظروف ، فيجيب بَعض الناس : حتى تتحدث الجريدة باسم الحكومة وتشرح للمواطنين أحوال الحكومة دون تدليس ، أو أنْ تُسَبِّبَ للشعب قرارات الحكومة ؛ ولكن هذا دورٌ تستطيع الصحف الخاصة أيضًا أن تقومَ به ، وقد يسعد بعضها بأدائه .
ويجدر فى هذا الشأن مُراجعة ما قام به هتلر بواسطة بول جوزيف جوبلز في ألمانيا بما أسموه آن ذاك سلاح البروباجاندا ، وكانت وظيفته تعبئة الناس لتأييدِ الحكام فى تصرفاتهم الشاذه ، أو التمهيدِ لها أو تجميلِها . وبالنظر إلى كتابات جريدة الأهرام والصحف القومية الأخرى ، وأنا قارئ جيد للأهرام منذ سنوات طويلة ، فنجد أنها لا تقوم بهذا العمل ، على الأقل حاليًا . فقد يكون إذا من المناسب إعادتها لأصحابها حتى وإن كان ذلك بلا مقابل درءًا للضرر ، فإننا فى هذه الحالة سنوقف على الأقل نزيف الخسائر والفساد ؛ ثم نبدأ فى تحقيق إيراداتٍ جديدة للضرائب ، وسدادٍ لتأميناتٍ هىَ أصلًا مِلكٌ لأصحابها من العمال والموظفين ؛ ونُطَهِّرُ الشعب ، الذى هو صاحب الجريدة ، من ذنبِ أكلِ أموالَ بَعضِهِ .
وهل لنا ، إنْ لم يتم السيطرة على هذا الأمر على وجه السرعة ، أنْ نَقول بإننا نحتفظ بالجريدةِ حتى تستخدمها الإدارة الجيدة أبواقًا للبروباجاندا ؟.
إننا مقبلون على فترةٍ جديدةٍ فى حياةِ مصر من الديمقراطية ، ولا مَكانَ عندها للبروباجاندا أو التملق ، إنما الأفعال الطيبة ورعاية الإقتصاد ، هى التى سَتُحْسَبُ لِلإدارةِ الجديدة أو سَتُحسَبُ عليها .
فهل من يتدخل على وجهِ السرعة لينقذها من بؤسها ، حتى تسمى جميعا مع الصحف الخاصة بالصحف القومية ، بدلا من أن تكون ضد قومية .


Monday, April 21, 2014

مِصْرُ تُحَدِّثُ مُرَشّحَاهَا

مِصْرُ تُحَدِّثُ مُرَشّحَاهَا
        دائما ما تأتى الإنتخابات الرئاسية مرتديةً لِباس العُرس ، فتأخذ البلاد زينتها ، ويُخَفِّفُ الأمن من قبضتِه فَيسمح بِالقليلِ المُفيد مِنَ التّجاوز ، والناس يراوِدُهم الأمَلُ والنّشْوة وكأنهم سُكارى وما هم بِسُكارى ، والسُّلطةُ مبتسمةٌ وكأنّهم يُعيدونَ إلى الشعبِ السُّلطة ، ثم لا يَلبثوا أنْ يستردوها مرةً أُخرى بعد إعلانِ النتيجة .
        ولكنّ الأقدار شاءت أنْ تَدْخُلَ مصر الإنتخابات هذه المرة لابِسةٌ لِباسَ الحزن ، فَلا زينةٍ ولا أفراح ، وإنما حُزنٌ فيما يُشبِهُ البكاء ، وتَراشقٌ بالألفاظِ والعِبارات ، بَينَما المُرشحون فى حالةٍ نادرة من دَمَاثَةِ الخُلق ، حتى أنّ أَسْلَطَهُم لسانًا ، فى نَدوةٍ منذ أيامٍ معدودة لم يَخرج فيها العَيْبُ من بين شفتيه ؛ بَينما المؤيدون فى حالة إستنفارٍ عَصبى ، يتنازعون الساحات لمرشحيهم بالقولِ ، الذى نأمل أن لا يصل إلى حدِّ الفعل .
        والحَملة فى مُجملِها قد لا تجاوز المطبعةُ والتلفزيون ، فهى قصيرةُ المُدة ، تَتسِمُ بالحذر الشديد من الأمن والمرشحان ، وقد يرقى أحيانا الحذرُ إلى التربص .
        وفى وسط هذا كلة يُحَدِّثُ الشعبُ مُرشحَاه بطلباتٍ تراها فى عين كلٍ منهم دون أنْ يلفظَ بِكلمةٍ واحدة ، فى صمتٍ تَراهُ يَسبقُ العاصفة ، فيما يبدو الفُرصَةُ الأخيرة لحاكمٍ للوطن أنْ يُحْسِنَ العمل من أول يومٍ لَهُ ، فلا يقدِّمُ له الأعذار عن تردى الأحوال ، حتى وإنْ حدَّدَ له المسئولُ عنها ؛ وإنما يُقدمُ لَهُ كلَّ يومٍ من أعمالِه التى حَسّنَتْ حالًا من أحوالِ المواطنين . والحديث هنا للنتائج لا الشعارات مهما كان بريقُها .
        ويخدعُكَ مَنْ قَالَ لك اخْطُبْ الرئيسُ القَوىّْ ، فأنّ قُوتهُ سَتَفرِضُ الهدوء والأمن ؛ فَاعْلَم أنّكَ قوىٌ ما دامَ الحقُّ ظهيرًا لك ، والعدلُ بِيَمينك ، والرَّحمَةُ بِيسارك ؛ واعلم بِأنّه إنْ سَقَطَتْ إحدَاها زَاغَت القُّوة معها .
        إنّ الإقتصاد أصبح عِلمًا متسع الأطراف ، خطير الأثر ، وقد مضى زمنٌ قال فيه أحدهم أنّهُ قرأ كتابين فى الإقتصاد فأصبح خبيرًا إقتصاديًا ؛ فلا بديلَ عن الإستعانة بِالخبراء ، مع عدم فرض أو تحديد أيديولوجياتٍ سياسية عليهم تعلو على قرارهِم العِّلمىّْ ، بحيث يكون الإصلاحُ للإصلاحِ وليس للسياسةِ .
        إنّ الحريات العامة والخاصة هى السبب المباشر فى إطلاق إبداعات البشر ، وهو تحديدًا ما تحتاجه مصر اليوم ، وليس غدًا .
        الحرياتُ هى ما تَقَدمَتْ به الدول المُتقدمة ، وهِىَ ما إنزلقَتْ بِفُقدانِها الإمبراطوريات العظيمة فى العالم ، وهى نفسُها ما تَقدمَتْ بها مِصر فى نِهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، ويكفى أنْ يُعدِّدَ كلٌ مِنا فى بَالِه الهَامَات العالية من المفكرين والأدباء والصناع والفنانين فى هذه الفترة ؛ وهى نَفسُها مَا تَأخرت بِه مصر بفقدان الحريات فى النصف الثانى من القرن العشرين . أمّا العُنف والقهر فهو عدوُ الآدمية الأول من قديم الأزل ، وما إتخذته أمةُ سبيلًا إلّا وهلكت ؛ وقد تَجدر مراجعة السنوات الثلاثة الأخيرة من التجربة المصرية ليَتضح لنا أنّ من يتمسك بهما لا ينجى .
        ليسَ الحلُ بهما ولا حتى بِالوِفاق والمُصالحة ، إنما بالإقتصادِ وحده تهدأ الأمور ، وينطلق كلٌ إلى هَدفِه وصَالحِه وصالح أسرته ، فيصبحُ محركًا لتقدمِ الأمة .
        هذا ما تُحَدِّثُ بِه مِصر رئيسها المقبل .
            



Wednesday, April 9, 2014

مصر ألأمل والحلم

مصر ألأمل والحلم
          الأمل والحلم والخيال ، كلماتٌ حَرَّكَتْ الجبال على مر التاريخ . فالأمل هو ما يحدو الرجل الذي يمارس الحياة العملية ، فيبنى خطوة بعد خطوة ، وطوبة بعد طوبة ، حتى يعلو بناءه ، وكلما علا بناؤُه دورًا نما أمله فى الدور التالى . أما الحلم فهو يراود نوعان من الرجال ، أولهما فَنانٌ ذو بَصَرٍ وبصيره ، وله يَدٌ قوية مُنجِزة ، والآخر لا يملِك من القدرة ما يدفع به حياته خطوة إلى الأمام ، فيكونَ حِلمُهُ خَيال لا يغنى ولا يشبع من جوعٍ ، مهما صَغُرَتْ آفاقُه أو عَلَتْ ، فهى لا تتعدى أُفْقَ الخيال .
          وطالما راودني الأمل في أن أرى صناعة الغزل والنسيج المصرية تعود إلى ريادتها في العالم ، فقد نَشأتُ فى رُبوعِها حيث كان أبى أحد قياداتها ، فَجَرَيْتُ فى حدائِقها غُلامًا ، وزُرتُ مَصانِعها رفيعةَ البناء جليلةَ الأثَر شابا ، وكيف أنّ قَليلَ العديدِ من العمالِ رفعَ شأنها على دول أوروبا ،  فَظننتُ أنّها تُؤسِّسُ فى الأرضِ وتَغْرِسُ للآخرين الثمر ، ورَجُلًا شَهَدتُ كيف وَهَى عَظْمُها وسقط . فموقفها الحالى شديدُ السوءِ عَصِىُّ الحلِّ ، فى حين يعتمد عليها مئات الآلاف من أُسرِ عُمالها ، وتَبَارَتْ الحكوماتِ المختلفة فى بيعِ أراضى تلك الشركات البائسة .
           ورُحتُ أحلُمُ بها وقد أصبَحتْ مناراتٌ للصناعة ، ولكن كيف السبيل وهى يلزَمُها عَمالة مدربة ، ماكينات حديثة ، ويلزم زيادة أحجام الشركات لتُماثِل حَجْم الوحدة الإنتاجية الاقتصادية حتى تُنافس أسعار السوق العالمية .
          وحتى لا يَنقلبَ الحلمُ إلى خَيالٍ فكان لابد من التفكيرِ فى خطواتٍ تنفيذية للحل . فوجدت الخطوات ما أسْهَلها إذا نظرنا إلى كيفية إنشاءِ هذه الشركات . فَقد بَدَأَتْ بِمشاركةٍ ، بين أحَد أهَمّ الإقتصاديين فى تَاريخِ مِصر ، رجلا ذو حلم عظيم ، وسَاعدٌ قوىٌ لتحقيقه ، هو طلعت حرب باشا بِواسطةِ بنك مِصر الذى أنشأه ، وبينَ أساطِينِ تِلك الصِّناعات فى بِريطانيا فى هيئةِ شَركاتٍ مساهمةٍ سَاهَمَ فيها المصريينَ بِمعظمِ رَأسِ المال ، وسَاهم كُلٌ مِن بنك مِصر والشُرَكاء الأجانب بِبَعضِ رأسِ المال ، وجاء ذلك كُله تحت مِظلةِ شَركاتٍ مُساهمةٍ مصريةٍ يَتم التّداول على أسهمها بِالبورصَةِ المصرية ، وتَولّى الجَانِب البِريطانى الإدارة الفنية بدايةً حتى تَمّ بِناءُ الكَوادر الفنية المصرية التى إستمرت فى إدارة هذه الشركاتِ بنجاحٍ بَعد إنسحابِ الكوادِر الأجنبية الواحد تلو الأخر . ومَع تَأميم الشركات ، هكذا إنقلب الحلم الى رؤيا ثم إلى حقيقة ؛ وبعد فَترةٍ زمنيةٍ ثَبَتَتْ الشركات على وَضعِها بَيْنَما تَطَوّرَتْ الصناعة فى العالم حتّى أصَابَ صِنَاعَتِنَا التّخَلفَ الذى نراه .

          فهل هذا أمرٌ من الصعب تَحقيقه ؟ كم رَاودتْ مِصرُ أحلامُنا ، أولُهَا قديمٌ لا نعلمه ، ولكننا نعلم آخرها وكانَ تحريرُ أراضينا المُحتلة على أكتاف رَجلٍ حَلُمَ فراودته رؤيا ثم عَزَمَ على تَحقيق الحُلم ، فَجَمعَ مِنَ الرجال الخبراء من يشد أذره ، وبالعلم والجهد والتصميم تحقق الهدف . فهل من يحقق لنا هذا الهدف ، فَلَعلّ الأحلامُ أن تنتشرَ فى رُبوعِ الوطن، الواحد تلو الآخر ، ولا تتحول أحلامُنا إلى خيال .

Tuesday, April 8, 2014

كذب المنجمون ولو صدفوا أو صدقوا

كذب المنجمون ولو صدفوا أو صدقوا
طالعتنا ألأهرام فى عدد السبت 29/3 بمقال للأستاذ / أحمد ناجي قمحة رئيس وحدة دراسات الرأى العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية برسمٍ بيانى يبين المحافظات التى يتوقع الكاتب أن يَلْقَى فيها السيسى درجةً كبيرة من التأييد فى مقابل تيار الإسلام السياسى ، وبرسم بياني آخر يبين المحافظات التي يتوقع أن يلقى فيها السيسى درجةً أقل من التأييد ، وبرسم ثالث للمحافظات التى يتوقع أن يلقى فيها السيسى درجةً متوسطة من التأييد .
محافظات مؤيدة للسيسى بدرجة كبيرة
المحافظة
إسلام سياسى
ضد إسلام سياسى
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
الاقصر
47%
53%
القاهرة
44.3%
55.7%
شرقية
45.7%
54.3%
ب سعيد
45.8%
54.2%
بحرأحمر
49.4%
50.6%
ك الشيخ
55.4%
44.6%
دمياط
56%
44%
غربية
37%
63%
ج سينا
49.7%
50.3%
قليوبية
41.7%
58.3%
دقهلية
44.4%
55.6%
منوفية
28.5%
71.5%
        محافظات متوسطة التأييد للسيسى
المحافظة
إسلام سياسى
ضد إسلام سياسى
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
اسوان
51.9%
48.1%
البحيرة
58.6%
41.4%
اسكندرية
57.5%
42.5%
اسماعيلية
54.3%
45.7%
        محافظات أقل تأييدا للسيسى
المحافظة
إسلام سياسى
ضد إسلام سياسى
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
المحافظة
إسلام سياسى
ضد
م مطروح
80.1%
19.9%
قنا
55.6%
44.4%
ش سينا
61.5%
38.5%
السويس
62.7%
37.3%
القيوم
77.8%
22.2%
اسيوط
61.5%
38.5%
الجيزة
59.7%
40.3%
و جديد
63.4%
36.6%
سوهاج
58.2%
41.8%
المنيا
64.4%
35.6%
بنى سويف
66.5%
33.5%




        وقد نُلاحظُ فى الجدول الأول أن المقال أدرَجَ مُحافظاتٍ بإعتبارها مؤيدة للسيسى ، إلا أنّ أرقامها تدل على عكسِ ذلك ، وهى محافظة دمياط وكفر الشيخ ؛ وعموما فإن المحافظتان قد صوتتا بنسبة 56% لمرسى فى إنتخابات الإعادة ، بينما صوتت دمياط فى الإنتخابات الأولى بنسبة 24% لكل من مرسى وابو الفتوح وحمدين وحصل باقى المرشحين العشرة على 28% المتيقية ، بينما صوتت كفر الشيخ بنسبة 62% لحمدين وحصل مرسى وابو الفتوح مجتمعين على 25% ؛ وهو ما يدعونى إلى أن أصنف تلك المحافظات بإعتبارها ضد السيسى .
          والواضح أيضا أنّ النسب الواردة بالجداول ليست مبنية على إستطلاعاتٍ لرأى الناخبين ، حيث أن جميعُها معادلاتٍ صفرية ، أى أنّه تم تقسيم جميع الناخبين على رَأيَيْنِ إثنين ، إما مع أو ضد . فهى إذًا قد تكون مبنيةً على نتائج الإنتخابات السابقة ؛ وهو أمرٌ يُخطِئُ من يبنى عليه نتائج حالية ، فبعد تجربةِ حكم الإخوان فإنّه مما لا ريب فيه أنّ بعض المؤيدين للتيار الدينى قد تَخلّوْ عن تأييده ، وانقلبوا إلى تأييد جهةٍ أخرى .
          لذلك يلزم القياس بناءً على إستطلاعاتِ رأىٍ جديدة ، وأنْ تُؤخذ فيها عينات من المواطنين مُمَثِّلة لواقع المجتمع ، المنقسم إلى تياراتٍ عديدة .
          كما يخطئ من يظن أنّ من خرج إلى الشارع فى 30/6 كلهم مؤيدٌ حَالِىٌ للسيسي ، هذا الوضع كانَ يُمكنُ أنْ يِكونَ صحيحًا إذا ما أُجريت الإنتخابات الرئاسية فى شهر يوليو أو أغسطس الماضى ، أمّا الأن وبعد النتائج العملية لِأعمالِ الحكومة فى هذه الفترة ، فإن الأمر قد لا يبشر بالخير ، خاصة فى ظل وجودِ نسبةٍ من المواطنين مقتنعون بأن المشير السيسى كان له يدٌ فى تسيير أو توجيهِ الحكومة ، وهو رأىٌ خطأ يحتمل الصواب ، أو صوابًا يحتملُ الخطأ ، وبالتالى فلا يمكن تحديدُ نِسَب الرأى لدى المواطنين سوى بإستطلاعاتِ الرأى العامة .
          وفى غياب مُؤسساتٍ مُدَرّبة على إستطلاع الرأى مثل الموجودة فى الغرب ، تَبْنى عَمَلها على صحيح العلم والدراسة ؛ فإنه لا يَسَعُنا إلا أنْ نَتَنَبأ بالنتائج كالعرافين أو المنجمين .
فأولًا: إذا طبقنا توقعاتِ الأهرام طبقا للجدول السابق ، وسحبنا عَليها نِسب الحضور فى الإنتخابات الرئاسيةِ السابقة ، فإننا سنحصل على الجدول الآتي:

تيار ديني 2012
تيار لبرالى 2012
مج تيارات
المحافظة
جدول الأهرام %
جملة عدد الحضور
اصوات متوقعة للسيسى
عدد
نسبة %
عدد
نسبة %
إسلامى
لبرالى
1,165,519
33.54
2,309,952
66.46
3,475,471
القاهرة
44.3
55.7
3,563,298
      1,984,757
1,022,985
48.58
1,082,938
51.42
2,105,923
الجيزة
59.7
40.3
2,154,122
          868,111
687,506
38.97
1,076,677
61.03
1,764,183
اسكندرية
57.5
42.5
1,809,096
          768,866
637,367
38.61
1,013,620
61.39
1,650,987
الدقهلية
44.4
55.6
1,688,077
          938,571
735,462
45.93
865,803
54.07
1,601,265
الشرقية
45.7
54.3
1,629,561
          884,852
726,881
54.32
611,187
45.68
1,338,068
البحيرة
58.6
41.4
1,365,504
          565,319
467,998
36.38
818,414
63.62
1,286,412
القليوبية
41.7
58.3
1,314,125
          766,135
418,167
33.38
834,566
66.62
1,252,733
الغربية
37
63
1,283,583
          808,657
346,739
32.29
727,252
67.71
1,073,991
المنوفية
28.5
71.5
1,097,647
          784,818
558,464
59.08
386,789
40.92
945,253
المنيا
64.4
35.6
966,126
          343,941
201,096
25.98
572,963
74.02
774,059
ك الشيخ
55.4
44.6
783,316
          349,359
338,728
51.05
324,816
48.95
663,544
سوهاج
58.2
41.8
681,099
          284,699
382,319
62.86
225,922
37.14
608,241
ب سويف
66.5
33.5
623,276
          208,797
458,086
75.89
145,524
24.11
603,610
الفيوم
77.8
22.2
615,710
          136,688
312,349
53.86
267,569
46.14
579,918
أسيوط
61.5
38.5
597,133
          229,896
214,238
48.42
228,238
51.58
442,476
دمياط
56
44
450,191
          198,084
176,047
46.56
202,064
53.44
378,111
قنا
55.6
44.4
387,625
          172,106
152,330
44.49
190,044
55.51
342,374
إسماعيلية
54.3
45.7
350,333
          160,102
105,296
41.69
147,300
58.31
252,596
أسوان
51.9
48.1
261,523
          125,793
63,631
28.53
159,387
71.47
223,018
بورسعيد
45.8
54.2
227,025
          123,048
91,518
45.23
110,822
54.77
202,340
السويس
62.7
37.3
207,739
            77,487
83,358
42.01
115,046
57.99
198,404
الأقصر
47
53
204,633
          108,455
30,730
34.45
58,474
65.55
89,204
ب أحمر
49.4
50.6
91,201
            46,148
48,261
56.59
37,023
43.41
85,284
ش سيناء
61.5
38.5
87,505
            33,689
27,158
54.90
22,307
45.10
49,465
و الجديد
63.4
36.6
51,224
            18,748
9,195
38.61
14,622
61.39
23,817
ج سيناء
49.7
50.3
24,607
            12,377
21,230
90.86
2,136
9.14
23,366
مطروح
80.1
19.9
23636
4704
9,674,018
43%
12,665,229
57%
22339247



22,538,915
    11,004,205









48.8%

وثانيًا: يجب علينا أن نحدد ما هى تلك التيارات الأخرى التى يمكن إعتبارها ضمن أصوات غير المؤيدين . فيأتي أولًا جزء من حركة 6 أبريل ، وجزء من حركة تمرد ، وجزء آخر من الذين عانوا خلال ستين عامًا من حكمٍ شبه عسكرى أو من نظام وصفوه بالأوتوقراطى ؛ وفى نفس الوقت لم يروا أى تقدم ديمقراطى حقيقى أو فعال منذ 25 يناير ، وجزءٌ آخر من المثقفين المطلعون على التقارير الدولية ، ويرون أنه منذ 25 يناير وحتى يومنا هذا أن حقوق الإنسان في تدهورٍ مستمر خاصة بعد الخطاب الموجه من الدنمارك و 36 دولة أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة واليابان إلى السيد/ رئيس الجمهورية والذى لم يُتَّبَع فيه البروتوكولات المعمول بها بين الدول فى التخاطب .
وثالثًا: إذا بنينا الرأى على أعداد الحضور في الاستفتاء على دستور 2014 وكانت نسبة الحضور فيه 38.9% ونسبة الذين أيدوا الدستور 98.1% من الحضور ، فقد يكون لنا أنْ نعتبر أن 38% من قاعدةِ الناخبين ستؤيد السيسى ، أما الباقون فيمكن تَبعًا لذلك إعتبارهم معارضين للسيسى سواءً كانوا مِنَ تيار الإسلام السياسى أو مِنْ تياراتٍ أُخرى .
          وقد يتضح بعد هذه الدراسة أنّ المشير السيسى يحتاج الى حملةٍ دعائية يتواصل فيها بشخصه مع المواطنين ، فإن الحملات التلفزيونية والإعلامية ، وإن كان لها من تأثير لا يُنكِره أحد ، إلا أنها لاتكفى وحدها لطمأنة المواطنين على مستقبلهم ، وقد لا يفلح المراسيل فى هذا الشأن .
          فهل لنا أن نعتمد نتائج الأهرام أم بعض النتائج المذكورة ؛ على الرغمِ من علمنا بالقول المأثور كَذِبَ المنجمونَ وإنْ صَدَفوا .