أخى العزيز الدكتور / محمد البرادعى
يطيب لى أن أُهدى لكم أَطيب تَمنياتى لكم بِالصحةِ والسعاده
والتوفيقِ فى قضيتكم ، قضية الوطن ، أما بعد ،
فاننى أَود أن أُهنئكم على بَيانِكم بِخصوصِ عَدم التّرشح ، وهو البيان الذى لم يحدد على سبيلِ الحصر أخطاءَ الفترةِ السابقة فَحَسب ، بل ذَهب الى ما هو أَبعد من هذا بِتحديد معَالم الطّريق الذى قررتم سُلوكه فى الفتره المقبله حتى يتحققَ مَطلبُكم ، مطلبِ الأمه بِحياةٍ ديمقراطيةٍ حقّه .
إن الديمقراطيه لا تأتى كنتيجةٍ تلقائيةٍ لِخلعِ رئيسٍ فاسدٍ أو بِواسطةِ بَرامجَ تَخدِمُ أجنداتٍ خاصة ، بل تأتى على أكتافِ مؤسساتٍ أهليةٍ ديمقراطيةِ التّكوين مِثل الأحزابِ وسلطاتِ الحُكمِ المحَلىّ والنقاباتِ وما سِواها شَريطة أن يكون تكوينُها ديمقراطىٌّ بِطبيعتهِ . وتَرسَخُ الديمقراطيه نَتيجةَ تعدد سُلطاتها وإستقلالِ كُلٍ منها عن الأُخريات ، وتَفعيل رقابةِ كُل سلطةٍ للسلطاتِ الأُخرى . كما يُشترط أن يتمَّ ذلك فى ظِل سُلطةٍ قضائيةً مستقلهٍ وصحافةٍ حره وإعلام واعى.
لذلك فإننى أرى أنَّ تَوجهكم لإنشاءِ حزبٍ هو فى الواقع تَوجهٌ صحيح عِلاوة على كونهِ ترفعا عن الإشتراك فى عملٍ سيأتى بثورةٍ جديده لعجزهِ عن تحقيقِ أهداف ثورة 25 يناير .
وإننى أنتهز هذه المناسبه لأُهدى لكم نُسخةً من كتاب وثيقة الحريه الذى ألفته أواخر العام الماضى والذى نُشِرَ بعد الثوره مُباشرةً والذى يُشرفنى أن تَضُمُه مَكتبتكم . وإنه سيكون من دواعى سرورى ألإشتراك فى مثل هذا الحزب .
وختاما أدعو لكم بالتوفيق فيما أنتم بِصدده ، مع وافر تحياتى واحترامى ،،،،،،
20 يناير 2012 عبد السلام الشاذلى