نَظرةٌ
الي مَنْ بَدَا لِلسُّلطَةِ وأُخْرَي مُشَيِّعةٌ لِمَنْ عَبَرْ
في مثلٍ شَعبيٍ قَديم
جَاء ما يُفيدُ أنّ الإنسانَ لا يَعلمُ قَدْرَ والدَتَهُ حتّي يُعَاشِر زَوجَةَ
أبيهِ ؛ وهو من الأمثال التي يَبدو أنّ الشعبَ المِّصري يَحتَذِيَ بِه في حَياته عَلى
سَبيلِ تَجربَة الجَديدِ بِلا دِراسةٍ كَافية ، أو يَبْدو أنّ المَثَل جَاءَ لِيصِفَ
لَنا حَالُ جَماهِيرِ الشّعب في مُواجَهة إختياراتِ حَياتِهم .
فَقد قَام الشّعبُ عَلى الرئيس حُسني مُبارك
فَلمْ يَقْعُد إلا بَعد أن أزالَهُ أو أُزيلَ مِنَ الحُكم . وَبَدأ يَسري في الشّارعِ
شِعارُ " الجيش والشعب أيد واحدة " ؛ ولكن مَا لَبِثَ الشِّعارُ أنْ فَقَدَ
بَريقَه إلي أنْ إسْتُبْدِلَ بِشِعارِ " يَسْقُط حُكُم العَسْكَر " ؛ حتي
إنْتَخَبَ الشّعبُ رَئيسًا جديدًا وبَدَأَ الرّئيس مرسي فِي تَنَاوُلِ السُلطة بِإعتداءٍ
تِلوَ الأخر ، حتّي تَذَكَّرَ الشّعبُ المَثَلَ القديم ، فإنقَلَبَ الشعبُ إلي
الشعار القديم " أرحل " إلي أنْ أزيحَ عَن الحُكم .
وبَدَأَ التّرْحيبُ مِنْ جَديد ، ولكن بِشِعارٍ
مُطورٍ وهُو " الجيش والشرطة والشعب أيد واحدة " ، وما لَبِثَ الشِّعارُ
في التراجُعِ قليلًا بِفَقْدِ بَعض مُؤيديهِ ، وبَدَأَتْ تَعلو أصواتٌ خافتة مِن جَديد
. ومرةً أخري وعَمّا قَريبٌ تَجِدُ ألأمّة نَفسها تَتّجِهُ لإنْتخابِ رَئيسٍ جَديد
، غالبًا زَوجَةُ أبٍ جديدٍ لمِصر ، المُفترضْ أنها لنا بِمثابةِ الأم .
الدّيمقراطِية مَطلبٌ شَعبي، بَل مَطلبُ
الشّعوبِ جَميعُها ، ولكن الدّيمقراطية ، كَأيِ مَوضوعٍ آخر ، يَلزَمُها تَدريبٌ وإعداد
حَتّي يَنزلَ الشَّعبُ إلي المَلعَب وهُو جَاهِز .
وحتى تأتي الدِّيمقراطيةُ بِمُبْتَغَي
الشّعب ، فَإنّها يَجب أنْ تَرتَبِطَ بِحسنِ الإختيارِ مِن بَين المُرشَّحين .
وأنا لا أري أي سَبب يَقبلَهُ العقل وَراءَ إختيارِ الشعب لِمرسي رئيسًا ، فَإنهُ إذا
تَحدّثَ تَجِدهُ ضَحْلَ الثقافة ، كَلماتُهُ لا تُوَصِّل سَامِعِها إلي نُقطةٍ مُحددة
، فأغْلَبُهُم يُحِّس أنّه حَديثٌ إجتماعيٌ لا رِسالةَ مِنْ ورائِهِ ، بِرنامِجُهُ
لإصلاحِ الوطن عِبَارة عَن شِعاراتٍ ولَيس خُطواتٍ يَقْبَلُها المنطِق السليم ، لَيسَ
لَهُ أيَّة حَياةٍ إجتماعيةٍ خَارجَ حُدودِ جَماعَتِةِ ، فَهُوَ علي غَيرِ إتصالٍ
بِالمجتمعِ الذي يَتْبَعَ أيديولوجِيةٍ مُختلفَةٍ ، فَهُو مُنْغَلِقٌ عَلي جَمَاعَتِهِ
. وإنّهُ بِمقارَنةِ المرشحين ، فإنّهُ بِهَذا الوَصف يَستَحِق التّرْتيب الأخير بَينَ
مُرشَّحينَ لا كَفاءَةَ لِمُعْظَمِهم ؛ ولَكنّ الشّعبَ إختَارَهُ .
فَهل كَانَ النِّظام الذي إخْتَارَهُ
السادات في دُستور 71 مِن إنتخابِ الرئيس مِن مَجلسِ الشّعب ثم إستفتاء الشعب عَليه
هُو النظامُ الأصْلَح ؟ . ولَكنّ هَذا لَيس حَلًا جيدًا لِلموقِف ، إذْ سَيتركَ
الشّعبَ المصري تَحتَ وِصايةِ النُّخْبَة ؛ وهل يَكون مِنَ الأفْضَل إختيار النِّظام
البَرلماني النِّيابي مَعَ إنتخابِ رئيسٍ للجمهورية مِن النُّخبة لِيُمْسِكَ بِميزانِ
القُوى دُونَ أنْ يَحكُمَ ؛ أمْ يَكون مِنَ الأفْضَل الأخْذ بأيٍ مِنَ النّظامَينِ
لِفترةٍ حتّي يَتَدربَ الشّعبُ عَلى حُسن إختيارِ رِئاستِهِ ؟ .
الرأيُ عِندي أنّهُ لا يُمكنُ تَدريبُ
الشعبِ عَلى حُسنِ الإختيار من خِلالِ المُحاضراتِ وحَملاتِ التَّوعية . ولا سَبيلَ
إلّا أنْ يَتدربَ الشّعبُ مِن خِلالِ الإنتخاباتِ العديدة فِي مُخْتَلَفِ مَنَاحي
حَياتِهِ بَدأً مِن رَئيسِ الحي الذي يُقيم فِيه ثم العُمدَة فرئيسُ المدينة ، والمُحافِظُ
ومَجلس المُحافظة ، والأحزابِ السياسية ، ومَجلسٌ لِلشيوخ وآخر لِلنوابِ ، ثم تأتي
الإنتخابات الرئاسية ، فنجدها تُفْصِح عن رَئيسٍ هُو إختيارٌ مِن إختيارٍ . ومَع تَسليمي
بِأنّ هَذا طَريقٌ طويلٌ لِتدريبِ الشعب عَلي حُسنِ الإختيار ، إلا أنه يبقي هُو
السّبيلُ الوحيد الذي لا بديلَ عَنهُ ، ومَهمَا تَأخّرنَا فِي تَدريبِ الشّعب ، فسَيبْقَي
الحَال عَلي مَا هُو عَليهِ ألآن إلي أنْ يَتَدرب الشعب .
Very nice analysis and a good suggestion for training Egyptians on democracy. I agree, as well as the majority of Egyptians, that democracy is what is needed and not the isolation of one group of the society. Unfortunately, and as you mentioned, Egyptians do not understand how to use democracy and they need training. The wide base election system will teach those who have different opinions than the majority how to respect the others choice and work harder to win the next elections. Although the current regime and some Egyptians like the idea of eliminating a big chunk of the society, I think they are wrong and it will not succeed. It brings hatred instead of love and division instead of unity. Democracy includes equality between people and not to discriminate against them because they think different or they are opponents. This era has been long gone and it is of ignorance to bring it back again.
ReplyDeleteNice job Solom!
عندما اختار الشعب الرئيس اختار اسوأ المرشحين
ReplyDeleteبل حتى الاعادة كانت بين اسوأ اثنان من المرشحين
وعندما اختار الشعب بحرية اعضاء مجلس الشعب رأينا مهازل
رأينا من يعتبر تدريس الانجليزى مؤامره ومن لا يفكر الا فى مواقع النت الاباحية ومن يشغل باله بزواج الاطفال والختان ورأينا من يرى السلام الجمهورى معصيه والوقوف حدادا بدعه الى آخر جميع انواع الحثالات الفكرية
والمضحك اننا لم نرى مسئولين نفهمهم او نسمع منهم كلام محترم الا فقط بعد ان ذهب المنتخبون
اذا الحل ان نمرن الشعب على حسن الاختيار
والتمرين اكيد يحتاج لثورة ثقافيه وزيادة مصادر المعرفه والقضاء على الاميه وتجديد الخطاب الدينى
والاهتمام بالاجيال الجديده
الى ان يحدث هذا من يحكم وكيف؟
The elected parliament and president have been only given one year or less to rule. We cannot judge them during this short period of time. A senator presents to the parliament the opinion of the people in his electoral circuit which he is representing. In the end it is up to the majority in the parliament whether or not a law should be made. We have not seen any laws decreed regarding teaching the English language or the other examples you gave. The problem is that some Egyptians did not want and did not like the MB to rule and they rejected anything they said, whether it was good or not. Whatever the MB would have done, would have been rejected. The media played a big role in convincing undecided Egyptians that the MB are wrong. In the end they fell, not because they were wrong, but because some Egyptians rejected them from the beginning.
DeleteTo answer your last question: Democracy should always rule as a system. It does not matter who the person is.
Dear Alaa,
DeleteI am flattered by your interest to comment on my articles, thank you.
1. One year is not a short time in a four years presidency; furthermore a country is driven forward only with one way, that is : one step forward every morning; we have not seen one step forward in that year, only steps that resulted in more division between parties.
2. What you said about the English language is a small issue of no importance in this discussion.
3. When the media attacks a government, the response should be actions from the government that are in the best interest of the people, we have seen non during that year.
4. The problem with Morsi is that he did not provide a democratic path for his impeachment in case of wrong doing or not doing enough to improve the life of the people, he did not call for parliamentary election to put the power of the people into effect, please refer to my article
http://abdelsalam-elshazly.blogspot.com/2013/07/cnn-connect.html
It is also notably sad that the current administration is not doing much to improve things as well; soon I hope, there will be an elected president and parliament, and that they will improve things for us.
Happy New Year Alaa to you, Ola and the kids.
Happy New Year to you too and your family. I would like to further comment on your comments, however we may be going in a circle. So maybe we can wait until we meet and continue this discussion. Are you visiting the US any time soon? :)
DeleteNot before some time, maybe later this year, but if you live far from East coast it will be difficult to meet. But then its time for you to come for a few days.
DeleteThank you for your comment, and keep the discussions.
All the best to your family.