تَأملاتٍ فى أحداثِ الأيامِ الأخيرة
الساحةُ
مكتظة بِالأحداثِ ، حتى أصبح من الصّعب التعليق على كل شئ ، ولكن بِنظرةٍ إلى عَناوينِ
الأخبار نرى الآتى : فمثلاً
·
على الساحة السياسية :
-
مُراجعة التمويل الأجنبى لــ 47 ألف جمعية
أهلية .
-
تَهديد قُضاة بِالقتل بَعد صُدورِ أحكامٍ على
مَجموعةٍ من الفتيات .
-
إشتباكاتٍ فى أماكنَ عديدةٍ أمس ، وبعض الحرائق .
-
حُكومةٌ ضَعيفة أصْدرتْ قَانوناً لِلتظاهر لا
أمَلَ لِأحدٍ فى تطبيقه .
-
تَظاهراتٍ بِالتحدى للقانون ، والسياسيونَ يُقررون
أنّ التَراجعَ عَن قَانون التظاهر هُو إعلانٌ لإنهيارِ الدولة .
-
رَئيس وزراءِ لاتفيا يَستقيل مِنْ مَنصبه
لإنهيارِ مَركزٍ تُجارى بِالعاصمة حيث قال " مِن الضرورى البَحث عن حُكومةٍ
جديدةٍ تَطلِعُ بِمهامِ إستكمال المسيرة بِما يتفق مع طموحات الشعب
".
-
بينما يتقدم إتحاد طلاب الجامعة بإستقالته لِأولِ
مرةٍ منذ 65 عاماً .
-
مَشاكل عَيصة تُواجهُ لَجنة الخمسين ، فَهل
ستنتهى بِحل المشاكل ، أم إلى سَلْقِ دستورٍ مثل ما فعل مُرسى للتمسُّك بِالموعدِ
المحددِ لإنهاء الدستور ، الذى هو أصلاً قد ضُمَّ إلىه أيام العطلات فى حديثٍ هو
ألأولُ مِنْ نَوْعهِ .
-
وأصواتٌ تُبين أنّ آمالَ المِصريينَ أصبَحتْ
فى عودةِ دستورِ 71 .
-
تُقرِّرُ جريدة الفانيانشال تايمز فى مَقالٍ بِقلم
ديفيد جاردنر ، تراجع العرب مائة عام ضَارباً المَثلَ بِأحداثِ مِصرَ ، وتَبِعها بِقولِه
أنَّ الحرب الأهلية تَمتدُ إلى خَارجِ حُدود سوريا .
-
بان كى مون يُعطى تصريحاتٍ ضد قَانون التظاهر
، والحُكومةُ تَرد بأنه لم يَقرأه جيداً !
-
آشتون تُصرحُ بِأنّ الإتحاد الأوربى يُواصل
دعم الشعب المصرى ، والصحف المصرية تُتَرْجِمُ هذه الجُملةُ على أنها تَدعم
الحكومة .
-
الحديث مجدداً عن الطابور الخامس فى الصحف
المصرية .
-
نائبُ رئيسِ الوزراء يُهاجِمُ رَئيسَ الوزراء
ويرفض إستمراره مثلما بَيّنَتْ الأهرامُ فى عدد الخميس .
-
الببلاوى يَتحدث عَن زِيادةُ دَخلِ 18 مليون
مواطن !
-
تصريحٌ وزارى بالأهرام يفيد بأن مدارس
الإخوان تحت السيطرة .
·
على الساحة الإقتصادية :
-
800 شركة غَزل أغْلقتْ
أبوابِها ، وتسريح 200 ألف عامل .
-
الموت على قضبان السكك الحديد مستمراً .
-
عودَةُ الحديثِ عن البنك الدولى .
-
القُرى السياحية تَتَعَثّرُ فى سَداد فواتير
الكهرباء .
-
البنوك المَحلية تُغطى أذون خزانة بمليار
دولارٍ بفائدة 4,2% .
كل نقطة من هذه النقاط تستدعى
كتابَةُ مَقالة كاملة ، ولكنى أود أنْ أُشيرُ إلى أنّ هذه العناوين مُكررةٌ ، فقد سَمعناها
من جَميع الحُكومات قبل الثورة ، وبعد الثورة الأولى ، وفى خِلال الشّرعية المَاضية
ثُم إذا بنا نسمَعُها مَرةً أخرى بعد الثورةِ الثانية ؛ والذى تغير هُو فَقط وجُوه
الوزارة .
هذه الشعارات أو العناوين قَادَتْ
من قَبل إلى ثورة 25 يناير 2011 ، ثم بعدها بعامٍ لِلمطالبةِ بإنهاءِ حُكم العَسكر
، ثُم فى 30 يونيو لإنهاءِ حُكم الجماعة الضّالة ، ثم عدنا لنسمعها الأن مَرةً أُخرى
؛ وهى تَدقُ فى أُذنى نَاقوسَ الخَطر بَعد أن أصْبَحتْ أُذنى مُدرّبَةٌ عَلى
الإحساسِ بِالخطر مِن كَثرةِ التّصريحات بلا عملٍ يقابلها ، وإصدارَ القوانين التى
تَقْهَر الحّريات ؛ فإن التظاهرات تَقوم بتوصيلِ طَلباتِ الجماهير إلى الحكومةِ وتَضَعَها
تَحتَ بَصرها لِتعالِجَها حتّى لا تَقوم الثورات .
فهل هذا يؤدى إلى ثورةٍ جديدةٍ
فى 25 يناير 2014 ؟ أو هل يُؤدى ذَلك إلى تَكثيفِ أصواتٍ مِن غَيرِ الجَماعة خَلفِها
لِتَدْعَمَها فى التّغييرِ ؟
ولكن الشيئ المُؤكد ، أنّ هَذهِ
الأُمور إجمالا تُمثلُ ضَغطا جَبّاراً على الحُكومة ، وهو ، فى غِيابِ وُجود خُطةٍ
لَدى الحُكومةُ للعلاج ، يدفعها إلى مَزيدٍ مِن الأخطاء تُعجِّلُ بالثورةِ .
وإنْ
كانَ الحَلُّ الأمْنِىُ الذى تَرجوهُ الوِزارة مُتاحاً ؛ لَكانَ الأن حُسنى مُبارك
مَازالَ فى الإتحادية ، فَحُكومَتُهُ كَانَ أفْرادُها أقوى مِن الوزَارةِ الحالية
، وكانوا مُسيطرين عَلى مَفاصل الحكمِ بِطريقةٍ أفْضل .