Monday, November 25, 2013

تعليق على مقالة ألأخ العزيز أمير واصف فى روز اليوسف

الحد ألأدنى والأقصى للأجور
        تَعليقا على مَقالة الأخ العزيز أمير واصف فيما كَتَبَ عن الحد الأدنى والأقصى للأجور وآثارِهِ الإقتصادية ، والمنشورةِ بالشقيقةِ روز اليوسف على الرابط http://www.rosaeveryday.com/Item.aspx?ItemID=49874 ؛ فإننى أود أن أُشيرُ إلى أنّه قد لَمِسَ جميع المواضيع ، ولكن على إستحياءٍ بإعتبارِه سِياسىٌ مُحنك ، وبإعتبار أن المعانى ستصل على أى حال من ألأحوال إلى المثقفين من المجتمع ، ولذا فإننى سَأتناولُ بَعضَ الأفكارِ بِلا تَسْييسٍ للأمور فأنا أقلُ إهتماماً بالسياسة ، إنما أنا مُهتمٌ بأنْ يَتَفهم البُسطاء مِنَ الشعب خُطورة الموضوع .
        أخى العزيز ، إن الحديث عن تَحديدِ الحدِّ الأدنى والأقْصى لِلأجرِ موضوعٌ جَدُّهُ هَزلٌ ، وهَزْلُهُ خَطيرُ الأثرِ والعواقب . وقد أرَدْتُ الكتابةَ فى هذا المَوضوع مَراتٍ عَديدةٍ منذ قيام ثورة 25 يناير ، إلا أنّ الأفكارُ تَجمّدَت فى عَقلى ، والكَلماتُ عَلِقَتْ عَلى لِسَانى ، والمِدادُ جَفَّ عن قَلَمى فأَبِى أنْ يَسْطُرَ سَطراً .
        وحينَ قَرأتُ مَقال الأخ العزيز إنْبَلَجَتْ الغَمَامَةُ عنى ، وإنْفَكتْ عُقَدُ الحَواسِ المُعَطّلَة ، وتَزاحمت العِباراتُ فى صَدرى ، وأدْرَكْتُ لِأولِ وهْلَةٍ ما مَنَعَنى سابقا ؛ وذلك بِأنّ الموضوع سَيَبْقَى هَزْلاً إلى أنْ تُعلنَ الحكومةُ عَنْ دَخلِ الموظفين ألآتى ذِكرهم ، مِنْ وظائفهم أو بِمنَاسَبَةِ وظَائِفِهم شاملةً لجَميعِ البدلاتِ والمُكافئاتِ ومَا سِواها ، حَتّى يعلمَ الشعبُ مَا يَدْفَعَه لِقياداتِه مِنْ أمْوالِهِ لِيُنَظِّموا شُئونه ؛ وأَنْ تَشمَل القائمة رؤساءُ الهيئاتِ والأجهزةِ ووكلاءِ الوزارات والوزراءِ من الفِئةِ الأولى والثانيةِ ورئيسُ الوزراء ورئيس الجمهوريةِ ومُستشاريهم ومُعاونيهم ؛ وذلك بعد أن يَئِسْتُ مِنْ أنْ يُطالبَ الشعبُ بهذه المعلومات ، حتّى أمْكَنَ الحُكمُ على الشعب بأنه أَصبَحَ كَالنعامةِ التى تَدْفِنُ رأسها حتى لا تَعلَمَ مَصيرُها . وأنّ أىَ حديثٍ عَن الحد الأدنى والأقصى للأجور يُعتبرُ فى هذه الحالة دَرْباً مِنَ اللّهوِ واللّعِبِ بِالألفاظِ لِتخديرِ الشعب وإبتزازِهِ .
        فنحن إذاً عَلى حَالتانِ لا ثَالِثَ لهُما ، ألأولى هى أن يَكونَ هَدفُنا إصلاحُ شأنِ مصر ، فيجب أنْ نتحلى لهذا الهدف بِالشفافيةِ التّامةِ ، وأنْ نُعلِنَ جَميعَ الحقائقِ حَتى يَتضح للجميع طريقَ الإصلاح ؛ والحالةُ الثانية أننا نُريدُ الإستمرار فى مَزيدٍ مِنَ السياساتِ السابقة بِهدفِ حُصول شَاغلى الوظائف العليا عَلى أكبر قَدرٍ من الدخل بِصرفِ النظر عن الإصلاح ، ولَيس لنا أن نتوقع الحصول على نتائج مُختلفةٍ بتطبيقِ نفسِ السياساتِ القديمة . وتَجْدُر الإشارة إلى أن هذا الوضع إستمر فى ثَلاثة إداراتٍ  لِمصر مُنذ ثورة يناير .

        وإننى أؤكد لِلقيادات أنّ هذا الوضع غَيرَ مُرشحٍ لِلإستمرار ، فَبِغَيرِ الشفافية واشتراك المواطنينَ فى العِلمِ بِأسبابِ القرارات لن تتقدم حَالةُ المواطن . ودعنى أُذَكِّرْ قِياداتِ مِصر الحالية بأن القيادات السابقة ، ولِنفسِ هذه الأسباب ، وبِنفس هذهِ الظروف تَقضى وَقْتَها فى سُجونِ مِصر حَاليا ، حتى وإنْ أصَابَ الدكتور نَظيف أو مرسى أو مبارك البراءة من المجكمة ، فَمَن مِنا يُمكن أنْ يَدّعى بِأن حَبسِهِ أربعةً وعشرونُ شَهراً لا تُمثل عُقوبة أقسى ماديا ومعنويا مِنْ حَبس مُجرمٍ بالأشغالِ المؤبدة . بَلْ ومَنْ يُمكنُ أن يَدّعِى بِأنّ ألأعذارَ مِثلَ تِلكَ التى سَاقَها مُرسى ، مثل عدم تَعاونِ القضاء والأحزاب والشرطة ، قَدْ تُغْنى عَنْهُ مِن مَحْبَسه .  

No comments:

Post a Comment