Saturday, November 30, 2013

هل مصر مقبلة على ثورة جديدة

تَأملاتٍ فى أحداثِ الأيامِ الأخيرة
        الساحةُ مكتظة بِالأحداثِ ، حتى أصبح من الصّعب التعليق على كل شئ ، ولكن بِنظرةٍ إلى عَناوينِ الأخبار نرى الآتى : فمثلاً
·       على الساحة السياسية :
-         مُراجعة التمويل الأجنبى لــ 47 ألف جمعية أهلية .
-         تَهديد قُضاة بِالقتل بَعد صُدورِ أحكامٍ على مَجموعةٍ من الفتيات .
-          إشتباكاتٍ فى أماكنَ عديدةٍ أمس ، وبعض الحرائق  .
-         حُكومةٌ ضَعيفة أصْدرتْ قَانوناً لِلتظاهر لا أمَلَ لِأحدٍ فى تطبيقه .
-         تَظاهراتٍ بِالتحدى للقانون ، والسياسيونَ يُقررون أنّ التَراجعَ عَن قَانون التظاهر هُو إعلانٌ لإنهيارِ الدولة .
-         رَئيس وزراءِ لاتفيا يَستقيل مِنْ مَنصبه لإنهيارِ مَركزٍ تُجارى بِالعاصمة حيث قال " مِن الضرورى البَحث عن حُكومةٍ جديدةٍ تَطلِعُ بِمهامِ إستكمال المسيرة بِما يتفق مع طموحات الشعب ".
-         بينما يتقدم إتحاد طلاب الجامعة بإستقالته لِأولِ مرةٍ منذ 65 عاماً .
-         مَشاكل عَيصة تُواجهُ لَجنة الخمسين ، فَهل ستنتهى بِحل المشاكل ، أم إلى سَلْقِ دستورٍ مثل ما فعل مُرسى للتمسُّك بِالموعدِ المحددِ لإنهاء الدستور ، الذى هو أصلاً قد ضُمَّ إلىه أيام العطلات فى حديثٍ هو ألأولُ مِنْ نَوْعهِ .
-         وأصواتٌ تُبين أنّ آمالَ المِصريينَ أصبَحتْ فى عودةِ دستورِ 71 .
-         تُقرِّرُ جريدة الفانيانشال تايمز فى مَقالٍ بِقلم ديفيد جاردنر ، تراجع العرب مائة عام ضَارباً المَثلَ بِأحداثِ مِصرَ ، وتَبِعها بِقولِه أنَّ الحرب الأهلية تَمتدُ إلى خَارجِ حُدود سوريا .
-         بان كى مون يُعطى تصريحاتٍ ضد قَانون التظاهر ، والحُكومةُ تَرد بأنه لم يَقرأه جيداً !
-         آشتون تُصرحُ بِأنّ الإتحاد الأوربى يُواصل دعم الشعب المصرى ، والصحف المصرية تُتَرْجِمُ هذه الجُملةُ على أنها تَدعم الحكومة .
-         الحديث مجدداً عن الطابور الخامس فى الصحف المصرية .
-         نائبُ رئيسِ الوزراء يُهاجِمُ رَئيسَ الوزراء ويرفض إستمراره مثلما بَيّنَتْ الأهرامُ فى عدد الخميس .
-         الببلاوى يَتحدث عَن زِيادةُ دَخلِ 18 مليون مواطن !
-         ومازالَ الحَديثُ يَتَداول عن إسطواناتِ البوتاجاز .
-         تصريحٌ وزارى بالأهرام يفيد بأن مدارس الإخوان تحت السيطرة .
·       على الساحة الإقتصادية :
-         800 شركة غَزل أغْلقتْ أبوابِها ، وتسريح 200 ألف عامل .
-         الموت على قضبان السكك الحديد مستمراً .
-         عودَةُ الحديثِ عن البنك الدولى .
-         القُرى السياحية تَتَعَثّرُ فى سَداد فواتير الكهرباء .
-         البنوك المَحلية تُغطى أذون خزانة بمليار دولارٍ بفائدة 4,2% .

    كل نقطة من هذه النقاط تستدعى كتابَةُ مَقالة كاملة ، ولكنى أود أنْ أُشيرُ إلى أنّ هذه العناوين مُكررةٌ ، فقد سَمعناها من جَميع الحُكومات قبل الثورة ، وبعد الثورة الأولى ، وفى خِلال الشّرعية المَاضية ثُم إذا بنا نسمَعُها مَرةً أخرى بعد الثورةِ الثانية ؛ والذى تغير هُو فَقط وجُوه الوزارة .
    هذه الشعارات أو العناوين قَادَتْ من قَبل إلى ثورة 25 يناير 2011 ، ثم بعدها بعامٍ لِلمطالبةِ بإنهاءِ حُكم العَسكر ، ثُم فى 30 يونيو لإنهاءِ حُكم الجماعة الضّالة ، ثم عدنا لنسمعها الأن مَرةً أُخرى ؛ وهى تَدقُ فى أُذنى نَاقوسَ الخَطر بَعد أن أصْبَحتْ أُذنى مُدرّبَةٌ عَلى الإحساسِ بِالخطر مِن كَثرةِ التّصريحات بلا عملٍ يقابلها ، وإصدارَ القوانين التى تَقْهَر الحّريات ؛ فإن التظاهرات تَقوم بتوصيلِ طَلباتِ الجماهير إلى الحكومةِ وتَضَعَها تَحتَ بَصرها لِتعالِجَها حتّى لا تَقوم الثورات .
    فهل هذا يؤدى إلى ثورةٍ جديدةٍ فى 25 يناير 2014 ؟ أو هل يُؤدى ذَلك إلى تَكثيفِ أصواتٍ مِن غَيرِ الجَماعة خَلفِها لِتَدْعَمَها فى التّغييرِ ؟
    ولكن الشيئ المُؤكد ، أنّ هَذهِ الأُمور إجمالا تُمثلُ ضَغطا جَبّاراً على الحُكومة ، وهو ، فى غِيابِ وُجود خُطةٍ لَدى الحُكومةُ للعلاج ، يدفعها إلى مَزيدٍ مِن الأخطاء تُعجِّلُ بالثورةِ .

    وإنْ كانَ الحَلُّ الأمْنِىُ الذى تَرجوهُ الوِزارة مُتاحاً ؛ لَكانَ الأن حُسنى مُبارك مَازالَ فى الإتحادية ، فَحُكومَتُهُ كَانَ أفْرادُها أقوى مِن الوزَارةِ الحالية ، وكانوا مُسيطرين عَلى مَفاصل الحكمِ بِطريقةٍ أفْضل . 

No comments:

Post a Comment