حِراك غير مَفهوم عَلى السّاحة السياسية
تلاحظ
لى وجود حِراك على السّاحة الساسية ، أسبابه غير مفهومة ، توقيته غير مفهوم ، وليس
معلوماً من الذى يوجهه .
فقط
ما نعلمه أننا قد رأينا على الساحة بَعض الحديث عن تغييرٍ فى مواعيدِ وأولوياتِ خَارطة
الطريق ، حيث بَدأنا نَسمع عن الإتجاه إلى عَمل الإنتخاباتِ الرئاسية قبل
البرلمانية ، وحديثٌ آخر يتحدث عن مَد مُدةَ الرئيس المؤقت إثنى عشرة شهراً أخرى .
وهذا
أمرٌ طبيعى بالنسبةِ لِلحكام الذين تَوَلّوْ السلطة بعد الثورة ، وأخْذُهُم بِنظريةِ
إطلاقِ بالوناتٍ للإختبار ، غالبا ما تَكون مكونة من الخبرِ وضده ، مثل ما ذكرناه
فى الفقرة السابقة ، لتختبِرَ رَد الفعلِ من الشارع . ولكن ألأمر الغريب فى
الموضوع هو دخول لجنة الخمسين فيه ، وكأنها خَاليةٌ من المشاكل الداخلية الخاصة
بها .
وعلى
محورٍ أخر ، ومع إقتراب شهر يناير الذى وعدت الحكومة بتطبيق الحد الأدنى للأجور ، بما
يحمله ذلك الأمر من أعباءٍ على ميزانية مصر المُرهقةِ أصلاً ، وبدأ بالتوازى مع
هذا ، التهرب من موضوعِ تطبيقِ الحد الأقصى حيث بدأ تَنَصُّلَ البنوك من تَحديدِ
حدٍ أقصى للأجر بإدعاءِ إرتباطِهِ بِالكفاءة ، ومازلنا فى إنتظار باقى جِهات
الدولة أن تَتْبَع البنوك فى مَسارِها على مدى الشّهر القادم ، وقبل الوصول الى
المرحلة التى سَيطالبُ فيها الشعب بتفعيل الحد الأقصى .
ثم
يطلع علينا يوماً الدُولار الأمريكى وقد أخذَ سِعره مَساراً إلى أعلى حتى وصل فى
السوق الموازى إلى سبعة جنيهات وثلاثون قرشاً ، وذلك فى الوقتِ الذى تَفْقِد
البورصة بصورةٍ غير متوقعةٍ من النقاط التى جنتها على مدى الشهرين الماضيين بصورةٍ
أيضا غير متوقعة ، فإن أداء الشركات يسير من سيئ إلى أسوء ، سواءً بِسببِ الحالة
الأمنية أو بسبب ضعف القوة الشرائية فى الأسواق ، فلم يكن من مبررٍ للصعود .
ثم
تَتَواكب تَصريحاتٍ عن بَيْع الأراضى الغير مُستغلة والمَملوكةِ لشركاتِ القطاع
العام للغزل والنسيج ، وذلك لإستخدامِ حصيلتِها فى سَداد مُرتبات العاملين بِتلكَ
الشركات .
ثم
إذا بالبنك المركزى يَطرح أذون خزانةٍ
دولارية ، فتأتى المفاجأة بان الفائدةَ انخفضت فى العطاء من 4,3 إلى 7,2 فى المائة .
هذا مايحدث على الساحه فهل من تفسير ؟
أولاً : فإنه مع موافقتى على ضرورة الإسراع بِإنتخابِ
رئيسٍ للجمهورية قبل أى شئ ، وقد كتبت فى هذا الموضوع عند بداية الثورة فى يناير
ثم فى الثورة التالية فى يوليو ، فإن شروط وواجبات تَوظيف رئيس مؤقت مختلفة تماما عن
تلك الشروط والواجبات لرئيس منتخب يتحمل مسئولية الوطن لفترة أربع سنوات يكتب من خلالها إسمُه فى التاريخ إما بالفَخَارِ
وإما بالعَارِ ، إلا أننى لا أفهم السبب فى أن نُفَاجَأ بقبول الفكرة بعد معارضتها
على مدى الثورتين .
ثانياً : الرأى عندى أن جميع هذه الملاحظات السّياسية
والإجرائية والإقتصادية لابد وأن تكون مرتبطة ببعضها ، إما تَخْطِيطا مَنهجيا وإما
تَخطيطا أمْلَتْهُ التداعيات.
والرأىُ
عندى أنّ الحكومة تُواجه مَشاكل إقتصاديةٍ لا قبل لها أنْ تَنْهَضَ إلى حَلِها ، وهو
ما قد يدعوها للتنازل عن الحُكم لِباقى فَترةِ خَارطة الطريق ، خاصة مع الظن بأن
الحكومة كان لها بَعض التدخل لِصالحِ خَفْض سِعر الدولار ورفع قيمة البورصة لِتعطى
إيحاءً ظاهرياً بأن الإقتصاد المصرى يتقدم ، بدلا من أن تلجأ لِمعالجةِ الإقتصاد
العليل . فإذا إفترضنا ذلك ، فإن جميع الملاحظات السابقة تجد تبريراً لها .
ولما
كان من الغير ممكن أو مقبول الإعتماد مُستقبلا على الإقتراض من الجيران ، فإنه من
المؤكد أن هذه الدول لن تقبل إستمراره دون حدوثِ تَغييرٍ جدى فى الإقتصاد المصرى
يبشر بالإعتماد على النفس ، فإن مَثلهَا فى هَذهِ الحَالة يَكون كَمَثِل الذى يُلقِى
أموالَه فى بئرٍ لا قَاعَ لَهُ .
كلام منطقى ومعقول جدا
ReplyDeleteشكرا لك
ReplyDelete