أَوّلُ
القصيدةِ ... يُنْبِئُ بِنِهايَتِها
بعدَ
مُعاناةٍ وإعتذاراتِ بعض المُختارين ، ورفض قوى شعبية للبعض الأخر ، تم تشكيل
حكومة جديدة ، أعني نِصف جديدة أو أقل ، فقد شملت تسعة عشر وزيرًا قديمًا ، وأثني
عشر وزيرًا جديدًا . وكنا قبل الثورة نَتقدم بِالعزاء والمواساة للذين يخرجون من
الوزارة ، ولكنني أشعر الأن بِالرثاءِ للأعضاء الذين دخلوا الوزارة وليس الذين
خرجوا منها ، فلا تتوافر ميزانية ، ولا تتوافر طاقة كهربائية ، ولا يتوافر وقود ؛ وإذا
تناسينا لِفترةٍ ألإضرابات والمطالب الفئوية ، فسنواجه بمشاكل الإنفلات الأمني
الذي يقودُه الباعةُ الجائلون في ميدان الإسعاف بوسط البلد ، ولكنّ المُهم أن
الشعب متفائل بالوزارة الجديدة ، وكَأَنّ الإثني عشرة وزيرًا الذين خرجوا ، هم بِذاتِهم
السبب في إنخفاض مستوي أداء الوزارة السابقة ، أو أنّ الإثني عشرة الجدد سيقومون
ببعض أعمال التسعة عشر إلي جانب عملهم في وزاراتهم .
وفجأة تطالعنا الأهرام بموضوعين ، الأول
هو الخاص بوعود وتعهدات رئيس الوزراء والتي جاء من ضمنها الإمتداد العمراني للوصول
بالمساحة المعمورة في مصر من 5.5% إلى 30% ، وهو حديثٌ يمكن هضمه أو تجاوز عيوبه
إذا كان رئيس الوزراء ليس مهندسًا ، أما في الوضع الحالي فإنه يجدر بي أنْ أُبين
للناس بعض الحقائق ؛ إن مساحة مصر إجمالًا هي مليون وألفان وأربعمائة وخمسون كيلومترًا
مربعًا ، وأنّ زيادة المساحة المعمورة من 5.5% إلى 30% ما يُمثل 24.5% أي مساحة
245000 كم مربع . فإذا علمنا أن مساحة قاهرةَ المعزِّ كمدينة هي 214 كم مربع وأن
مساحتها كمحافظة هي حاليا 1277 كم مربع ؛ وأن مساحة الإسكندرية كمحافظة هي 2680 كم
مربع ؛ والأقصر هي 55 كم مربع ، وبور سعيد هي 72 كم مربع ، فلك أن تتخيل حجم الوعد
الذي قطعه رئيس الوزراء علي نفسه ، فكم من قاهرةٍ سيؤسسها . إلّا أنني سأصدقه في إنتظارِ
أن يُفصح لنا رئيس الوزراء عن مدة هذه الخُطة هل هي خمسية أم مؤية أم ألفية . أما
الموضوع الآخر الذي أثارته الأهرام فهو بالقياس أقربُ للتنفيذ من السابق ، ألَا
وهو حساب الأموال الخاصة بالهيئة القومية للتأمينات الإجتماعية والموجودة في حوزةِ
الحكومة ، والتي يطالب بها حوالي تسعة ملايين من أصحاب المعاشات ، والتي قدرتها
الأهرام شاملة لفوائدها بمبلغ حوالي تريليون جنيه مصري . ويجدر ألا ننسي أنهم
أيضًا من ضمن الذين يطالبون بحدٍ أدني للمعاشات .
No comments:
Post a Comment