Monday, March 31, 2014

تعليقا علي مقال السفير عبد الؤوف الريدي

تعليقا علي مقال السفير عبد الؤوف الريدي
المنشور بالأهرام عدد 26 مارس 2014
سيادة السفير عبدالرؤوف الريدي
          يطيب لي أن أتقدم لكم بالشكر والتهنئة علي مقالكم بجريدة الأهرام المشار إليه ؛ فأما التهنئة فهي علي السَردِ السلس لأحداثِ السياسةِ الخارجية المصرية ، وهو علي الرغم من أنّه سردٌ تاريخي لوقائع محددة ، إلا أنه يُظهِرُ في خَلفيته فِكركم السياسي ، شاملًا ما نصحتم به ، وما وافقتم عليه ، وما عارضتموه من قراراتِ أصحاب المسئولية العليا .
          ومن فرط إعجابي بالمقال أحببت أنْ أُعلق علي موضوعين اثنين فيه . فأما الأول فهو جَرْأةُ الرئيس السادات في قراراه الذي غامر فيه بدأً من تطوير الهجوم وما تلاه منَ الثغره ، وإنتهاءً بأن أخذ علي عاتقِه تَحريك القضية عن طريقِ صدمةِ زيارته لإسرائيل لإحراج السياسة الإسرائيلية ، بعد أن وضع ثقته في الرئيس الأمريكي كارتر .
          ولا يُمكن لنا أن نلوم الرئيس السادات علي شيءٍ بعد أن حقق الهدف المطلوب كاملًا غير منقوصٍ ، ولا حتي أن نُحاول تَصور خُططًا بديلة كان يمكن أنْ تأتي لمصر بما هو أفضل ، حتي ما ناقش فيه البعض بشأنِ الثغره ، بأن أسندوا إليه الخطأ بتطوير الهجوم ، ثم يذهبوا إلي سرد سيناريو أخر أفضل ؛ ولكنه سيناريو افتراضي لا ينهض الي مستوي الحقيقة التي حصلت مصر عليها فعلًا . فما بالنا مثلا لو كان - حسب أفضل السيناريوهات - الوضع قد ثبت علي موقفٍ تُسيطر فبه قواتنا المسلحة على 15 كيلو متر شرق القناة ، ولا يوجد أي جندي إسرائيلي غرب القناة ؛ فإن هذا السيناريو كان سينطبق عليه قول السفير الريدي بأنه " يفضي إلي حالةٍ من الإنتظارِ لحربٍ أخرى قادمة " . أمّا ما أتي به السادات فكان حلا شاملًا مُنهيًا لحالةِ الحرب بين البلدَيْن ، مستردًا لكاملِ أرضِ الوطن ، تحريرًا كان أو إتفاقًا أو تَحكيمًا ، ولا يسعُنا في هذا المجال إلا أنْ نَشعرَ بالأسي أنّ الدول العربية لم تَمشى مَعهُ في نفس هذا الطريق فتحرر أراضيها بالمثل .

          وأما الموضوع الثاني الذي أُعجبتُ به في المقال فهو الفقرة الأخيرة والتي حدد فيها أننا في لحظةٍ فارقةٍ أُخري لا سبيلَ لِمصر فيها سوي ببناءِ نظامٍ ديمقراطي . وكنت أتمني لو ربط الموضوعين فأظهر كيف أنّ الديمقراطية هي السبب المباشر في تقدم الأمم ، لأن القرارات التي تؤخذ بواسطة فرد أو نخبةٍ من الوزراء قليلًا ما ترقى إلي مَصافِ القرارات الصحيحة التي تسببُ تقدم الأمم ، أما القرارات التي تؤخذ من جموع ممثلي الشعب وكاملِ إرادة الوطن تكون صحيحة في السواد الأعظم منها ، ومنتجةٌ لآمالِ وتطلعاتِ الوطن . فإنّ الحرية والديمقراطية وإعلاء حقوق الإنسان هي الشرارة التي تُطلق إبداعات الأمة ، فتنتقل بها من وضعِ دولةٍ فقيرة ، قليلة العلمِ والعلماء ، قليلة الأدبِ والأدباء ، عشوائية التنظيمِ ؛ إلي دولةٍ حديثةٍ منطلقة إلي العُلا ، متسلحةٌ بِالعلمِ والنظام ، تُنيرُ عُقولَ شعبها فتسحب عليهم السعادة والرخاء .        

1 comment:

  1. Thank you for your invitation to follow you, I will most certainly read on your blogger, hopefully I will get back to you soon, however I will have to tell you that my interests are Egyptian political issues, and related US issues.

    ReplyDelete