Sunday, August 11, 2013

تعليق على مقالة أفضلية الديمقراطية للأستاذ عمرو حمزاوى

تعليق على مقالة أفضلية الديمقراطية للأستاذ عمرو حمزاوى
عزيزى المحترم ،،،
        يطيب لى ان أُعلق على مقالكم المذكور برأىٍ قد يكون صوابا . إن ذهابكم الى القول " نجاح الديمقراطية يرتبط بضمان الحقوق والحريات وبالإستقرار والرخاء والعدالة الاجتماعية .....الى آخر الفقرة " فاننى أشير إلى أنّ الحقوق والحريات هِى ناتج تطبيق الديمقراطية ، وأنّ التجارب الإقتصادية والإجتماعية الناجحة هى أيضاً نتيجةً للديموقراطية وليست السبب فى وجودها . إن الديمقراطية هى إختيار شعب ، فلا يمنحها حاكماً ، إنما يُلزِمه الشعبُ بها . وكثيراً ما يلجأُ الحكام إلى إعلانِ الشعاراتِ الديمقراطيةِ دونَ إتخاذِ خُطواتٍ تؤدى الى الحكم الديمقراطى ، مُستغلاً جَهل الشعب بالخطواتِ التى تُؤدى إلى الديمقراطية ، وهو ما حدث بمصر منذ عام 52 .
        ولكن الديمقراطية لا تأتى مِن تِلقاءِ نفسها ، فيلزم ليس فقط أن يطلبها الشعب فى كلمةٍ أو شِعارٍ ، بل يجب أن يَتَسلح بِالعلمِ والثقافةِ بِحيثُ يطلب مِن الحكام إنشاء مؤسساتٍ ديمقراطيةٍ تُبْنَى عَليها دِيمقراطيةُ الوطن . وهذه المؤسسات لا تنحصر فى إنتخاب الرئيس ومجلسِ الشعب وصياغة الدستور ، إنما يجب أن تمتد إلى المطالبةِ بِانتخاباتٍ للمحافظينَ والمجالسَ المحلية والبلدية ، وأيضا إنتخاباتٍ للنقابات ، كما يجب أن تمتد أيضا الى المُطالبة بمجلسين تشريعيين كَامِلَىْ ألأهلية التشريعية والرقابية ومختلفين فى تَكوينِ أعضائِهم ، مجلس لِنوابِ الشعب وآخر للشيوخِ والمثقفين حتى تصدر التشريعات بموافقةِ كلٍ من العامة والمثقفين ، وحتى يَكْبَحُ كل مجلسٍ جِمَاحَ ألأخر عند اللزوم ، فلم تفلح ديمقراطية فى العالم بمجلسٍ واحد .
        كما يجب أن يمتد طلب الشعب إلى نقلِ تبعيةِ ألأجهزة الرقابية إلى مجلسِ النواب ، وأن يتولى مجلسُ الشيوخ الموافقة على تعيينات المناصب العليا وإقالتهم ، والمطالبة بأن يمتنع على الرئيس تعيين أى أعضاء بالسلطةِ التشريعية .

        بهذا نصل إلى الديمقراطية الفعلية ، تلك التى تؤدى إلى التقدم الإقتصادى ، وهذا هو ما تحاول النظم الدكتاتورية منعه من الشعوب عن طريق نشر الجهل الثقافى والسياسى ، وعشوائية القرارات ، حتى تقبل الشعوب الشعارات الديمقراطية دون التطبيق الصحيح لها ، حتى أصبح من الصعوبة بمكان الحكم ما إذا كان الجهل هو سبب الدكتاتورية ، أم الدكتاتورية هى سبب الجهل .

No comments:

Post a Comment