تعليقا على مدونة الاستاذ / محمد مصطفى هنو
المعنونة " هل أخطأ السيسى أم تسرع "
إحتوت المدونة على آراء عديدة ، وعلى الرغم من صحة التحليل ، فإن الرأى
عندى أن السيسى لم يتسرع ، إنما أخطأ فى الخطوات وليس فى الأهداف . وأبين لكم هذا
فيما يلى :
لم يكن هناك تسرعا لأن
الخطوات التى إتخذها مرسى كان لا يمكننا تأجيل البت فيها يلى :
1- إعادة أو إستمرار قهر المواطن على نمط الإدارة السابقة بدأ من إزالة
الموالين للنظام السابق وإحلال الموالين للنظام الحالى .
2- إهمال أو عدم النظر فى الملف ألإقتصادى وهو وحده المؤثر المواطنين ، وهو
الدافع الرئيسى للحشد فى التظاهرات .
3- الدخول فى إتفاقات تجارية مع جهات دولية تشبه الاتفاقات الجنائية ، وقد
يصعب إزالة آثارها فى المستقبل .
ولا يخفى على أى باحث أن
هذه الأمور فى مجملها ترشح لإتخاذ إجراء فورى بشأنها . فإنه من المعلوم أنه لايوجد
إقتصاد ثابت ، فهو إما صاعدا أو هابطا ، وقد قاربنا على القاع .
وبشأن حديثكم عن الشرعية ،
فإن العالم الحديث قد إستقر على أن الصناديق هى دليل الشرعية ، ولكن ذلك ينسحب فقط
على الدول الديمقراطية ، تلك التى تستطيع أن تغير نظامها إذا ضل السبيل . إن عدم
وجود طريق قانونى شرعى لتنحية الرئيس هو تحديدا وصف الحكم الدكتاتورى ، وهو الذى
لا يمكن إزالته إلا من خلال المظاهرات مثل الذى حدث مرتان فى الحقبة الأخيرة .
وأرجو مراجعة ما كتبته لشبكة CNN فى هذا الشأن http://abdelsalam-elshazly.blogspot.com/2013/07/cnn-connect.html
إن قولكم بأنه كان يمكن
أللجوء إلى أسلوب شرعى بعمل إستفتاء أو إنتخابات مبكرة بما هو لهم من سيطرة على
أللجان القضائية والفرز والحراسة وإعلان النتائج ، فإن المشهد كان مرشحا للإنقلاب
إلى حرب أهلية ، ولكن هذا ألإختيار قد أراحنا منه مرسى ، فلا جدوى من مناقشته .
ولكن كان يجدر بالفريق السيسى أن يسارع إلى إيجاد شرعية جديدة بعد عزل مرسى عن
طريق إنتخاب رئيس للجمهورية ، فإننا لا نحيا بالدستور بل نحيا بالقانون .
يجب أن يفهم الشعب المصرى
أن الدستور هو وثيقة يمنح بها الشعب سلطة عليه للحكومة لتسيير شؤنه والحفاظ على
أمنه ، إلا أنه فى الخطوة التالية يسحب من الحكومة أى سلطة يمكن أن تقهره بها ،
وأنه وثيقة تحدد شكل الحكومة ومؤسساتها وطرق رقابة السلطات لبعضها ، وأن تكون
الإنتخابات هى السبيل الوحيد لمنح السلطة للوظائف العليا ؛ والأهم من ذلك أن يتفق
عليها وأن يتوافق على موادها الشعب . وليس الهدف منها أن تبين لنا أمور الاقتصاد والدين
والتعليم والأسرة وحسن تسمية الأبناء ، فكل هذا يترك شأنه لينظمه القانون .
أما عن قولكم بأن الاخوان
سيكونون هم الخاسرون بعد الإنتخابات ، فإننى أؤكد لكم أن الشعب المصرى سيكون هو
الخاسر إذا لم يلتفت للملف ألإقتصادى فإنه الوقود المحرك للتظاهرات ، وإن الملف
الإقتصادى غير مرشح للتقدم ما لم يحدث
توافق بين الفريقين ، وهذا لا يتأتى إلا بالتوافق وليس عن طريق القهر ، وأرجو
مراجعة مقالى فى تفاصيل هذا الشأن http://abdelsalam-elshazly.blogspot.com/2013/08/blog-post_8.html
عبد
السلام الشاذلى
No comments:
Post a Comment