ماذا بعد
إن التوقع بأنّ نتيجة فَضِ
الإعتصامات فى رابعة والنهضة لن تأتى بالعنف إلى الشارع ، هو توقع ساذج إلى حد
بعيد إذا كان الهدف هو ألإستقرار ، فبدراسة النتائج نجد أنه بعد أن كانوا قد
ساعدونا بأن جمعوا أنفُسَهم فى مكان واحدٍ أو إثنين ، أصبحوا منتشرين على طول البلاد
وعرضها ، وبعدَ أن كانوا تَحت السيطرة أصبحوا خَارِجَها . ثُم سَتأتى ألخطوةُ
التالية ، وهى تلك التى يجرى إعدادها ، ألا وهى القبض على قِياداتِ جَماعة الإخوان
لِتقديمهم إلى القانون .
ولكن لا يَجبُ ألا يَغيبَ عن
أذهاننا أن الجماعةُ بِلا قِيادةٍ مُوحدة سَينتج عنها بؤرٌ إرهابيةٌ عديدة ، لِكلٍ
مِنها قِيادة مَحلية على نَمَطِ الجماعاتِ الموجودةِ فى غزة ، وهى ليست تحت
السيطرة . فهل يقع هذا فى مَصلحتِنَا ؟ . لاشكَ فى أن جَماعة الإخوان بقيادةٍ
واحدةٍ أقلّ خَطراً على المجتمع من مَجموعاتٍ إرهابيةٍ مُتفرقة . لذا قد يكون من
المناسب أن نَمتنع عَن إتخاذِ أى خطواتٍ إضافيةٍ لدفعهم فى هذا المسار . فيتبقى
لنا طريقان لنختار بينهما ، أحدهما باستخدام العنف والأخر بالتفاوض .
ألأول هو أن نَذهب إلى تَفكِيكِ
الجماعة ، ويلزم فى هذه الحالة مُطارَدة وسائل تَمويلِها داخلياً حتى تَنْضب خَزَائِنِها
مِنْ جِهةٍ ، وأن نَرصُد التّحويلات الخارجِيةِ وأن نمنعها .
أما الثانى فهُو الحِفاظ على
سَيطرةِ الجَماعة عَلى أَتْبَاعِها ، وتَشجيع الجماعة على تَغيير قِياداتِها ألقَديمةِ
الفِكْر ، تِلك التى وَرّطتْ مُرسى ودَفعَتْهُ إلى ما أتى مِن أعمالٍ فى مُدةِ
رئاستِه فأدت إلى عَزلهِ .
ولا يَخفى على أحد أنّ الخِيارَان
لا يمكنُ الحُكم بِأيهما هو ألأسْوء من ألأخر . ويبقى أن نَعرفَ أنّ أحسن الخيارات
هو التوازن الذى إستمر مع الجماعة من عام 1997 حتى إنتخابات 2010 . ولكن هل هناك مَنْ
يُمكِنُه العودَة بالتاريخ .
No comments:
Post a Comment