Thursday, August 15, 2013

ماذا بعد فض الاعتصامات

ماذا بعد
        إن التوقع بأنّ نتيجة فَضِ الإعتصامات فى رابعة والنهضة لن تأتى بالعنف إلى الشارع ، هو توقع ساذج إلى حد بعيد إذا كان الهدف هو ألإستقرار ، فبدراسة النتائج نجد أنه بعد أن كانوا قد ساعدونا بأن جمعوا أنفُسَهم فى مكان واحدٍ أو إثنين ، أصبحوا منتشرين على طول البلاد وعرضها ، وبعدَ أن كانوا تَحت السيطرة أصبحوا خَارِجَها . ثُم سَتأتى ألخطوةُ التالية ، وهى تلك التى يجرى إعدادها ، ألا وهى القبض على قِياداتِ جَماعة الإخوان لِتقديمهم إلى القانون .
        ولكن لا يَجبُ ألا يَغيبَ عن أذهاننا أن الجماعةُ بِلا قِيادةٍ مُوحدة سَينتج عنها بؤرٌ إرهابيةٌ عديدة ، لِكلٍ مِنها قِيادة مَحلية على نَمَطِ الجماعاتِ الموجودةِ فى غزة ، وهى ليست تحت السيطرة . فهل يقع هذا فى مَصلحتِنَا ؟ . لاشكَ فى أن جَماعة الإخوان بقيادةٍ واحدةٍ أقلّ خَطراً على المجتمع من مَجموعاتٍ إرهابيةٍ مُتفرقة . لذا قد يكون من المناسب أن نَمتنع عَن إتخاذِ أى خطواتٍ إضافيةٍ لدفعهم فى هذا المسار . فيتبقى لنا طريقان لنختار بينهما ، أحدهما باستخدام العنف والأخر بالتفاوض .
        ألأول هو أن نَذهب إلى تَفكِيكِ الجماعة ، ويلزم فى هذه الحالة مُطارَدة وسائل تَمويلِها داخلياً حتى تَنْضب خَزَائِنِها مِنْ جِهةٍ ، وأن نَرصُد التّحويلات الخارجِيةِ وأن نمنعها .
        أما الثانى فهُو الحِفاظ على سَيطرةِ الجَماعة عَلى أَتْبَاعِها ، وتَشجيع الجماعة على تَغيير قِياداتِها ألقَديمةِ الفِكْر ، تِلك التى وَرّطتْ مُرسى ودَفعَتْهُ إلى ما أتى مِن أعمالٍ فى مُدةِ رئاستِه فأدت إلى عَزلهِ .

        ولا يَخفى على أحد أنّ الخِيارَان لا يمكنُ الحُكم بِأيهما هو ألأسْوء من ألأخر . ويبقى أن نَعرفَ أنّ أحسن الخيارات هو التوازن الذى إستمر مع الجماعة من عام 1997 حتى إنتخابات 2010 . ولكن هل هناك مَنْ يُمكِنُه العودَة بالتاريخ .  

No comments:

Post a Comment